الخميس، 3 فبراير 2011

أشياء رخويّة




سيغضب أبي ، لو عرف  أنّني لا أكتب  القصِيدة الكلاسِيكيّة
لو عرف أنّي سرقت  من درجه  سيجارتَيّن
و دخنت الأولى مِثْلمَا يفعل  الرجل  الحَزين .
خافت  النافذة على الرجل  الحزين
صارت النافذة مِئْذنة ، و أذنَت في حنان  المرأة
بحزن الحزين .
فدخنت الثانِية مِثلما تفعل  امرأة حزينة تواسي رجلًا حزين .
لكن دخان  المرأة .  .
ظل حبيسًا في صدرها ، كـالسر .
كما لو أن المرأة لديّها نافذة داخليّة
تُطل على حقل  يذبل ، حقل لا يواسيه أحَد . .
فيتمهل الدُخان ،
يجلس الدخان  مُهذبًا في صدرها ، كالسر .
آه ، لو أنّنِي سرقت  ثلاثة سجائِر . .
ربما أعطيتها للقمح  الحزين .
فيرد هواء الحقل الذابل :
أرفض أن أكون مِئذنة
و هذي السحب صماء منذ أمد طويل .
يا للقمح المسكين .
سَيغضب أبي لو عَرَف أنني جلست  برئتيه  الباليتَين
أكتب أشياء  رخويّة .
و شيّعت لوحدِي . . نخلة تسكن صدري .
سيشيح بوجهه عنّي
و لن يتلُو علي الآيـَات القرآنيّة